غواية
هي غير قابلة للغواية للأسف..لا لأنها محترمة والعياذ بالله..ولكن لأنها غبية..غباء يعميها عن رؤية جسدها الذي يتفجر بالفتنة ..والإثارة..ويجعلها عاجزة عن اصطياد عريس..والبنت التي تعيش في مدينة كبيرة كالقاهرة تختلف عن تلك التي تعيش في الأرياف..في القرية زواج البنت لايعتمد عليها..وإنما علي سمعة أهلها..وما يمتلكون من أطيان(جمع طين بمعني الأرض)..وعلي شطارة أمها أيضا..الأم هي التي تفكر..وتخطط..وترمي الشباك..أما في القاهرة..فالمسئولية كلها تقع علي عاتق البنت..واصطياد عريس ليس بالأمر السهل..إنه فن..يحتاج إلي ذكاء..وخبث..ودهاء..فالرجل لايتزوج امرأة سهلة..يستطيع الحصول عليها متي يشاء..وبدون تكاليف..اللهم إلا ترديد الإسطوانة المشروخة التي كان يهمس بها آدم في أذن حواء..وهو أيضا لا يحب البنت القفلة..التي تخلو عيناها من الشقاوة..والدلع..وعاجزة عن اللعب بمشاعره..وأعصابه (بالتقل ..والبغددة..ومال واحتجب..وادعي الغضب)..وهاهو العمر يمضي..وزميلاتها الصايعات تزوجن وأنجبن..وهي مازالت جالسة- كالخيبة التقيلة والعمل الردي- بجوارأمها..ولا يبدو في عينيها أثر اشتهاء لرجل..تتعامل مع كل زملاء العمل كأنهم إخوتها فعلا..وعندما أتعمد الاحتكاك-في غرفة العمليات- بمؤخرتها أو نهديها يخيل إليها أن ذلك بدون أي قصد..هل توجد امرأة بكل هذه السذاجة والطيبة؟؟..نعم..نجوي عمران..ممرضة نتاية في السادسة والعشرين من عمرها.. أما أنا فشيطان رجيم..أفكر في الجنس أربعة وعشرين ساعة متواصلة..وكل ما يهمني في هذه الحياة أن أضاجع أكبر عدد ممكن من النساء..
وبدأت بالتلميح مع نجوي..لافائدة..وانتهيت بالتصريح..لاحياة لمن تنادي..وبقي حل أخير ووحيد..أن أغتصبها..ولم يكن صعبا..فما أكثر الدهاليز..والأركان المهجورة في المستشفي..والليل طويل..وهي لاتستطيع أن ترفض طلبا لي..بالذات لي..لأنني أتحدث معها باستمرار..وأهتم بشئونها..وأتصل بها في الهاتف من حين لآخر..والعبيطة لا تفهم..تعتقد أنني أعاملها كأختي الصغيرة..وتقول لي بطيبة لامتناهية:
- إنت طيب قوي ياد.صلاح..ومش عارفة ليه البنات بيقولوا عنك كلام وحش..وبيحذروني من القعدة معاك..دانت طيب قوي..ودمك خفيف موت..
كلام يذيب قلب الحجر..ولكن رغبتي فيها كانت أقوي من أي عاطفة إنسانية طيبة..وكان اليوم المشهود..ليلة هادئة تماما..وعدد الموجودين في المستشفي لايتجاوز عدد أصابع اليدين والقدمين..كانت الأيام الأخيرة في ثورة 25 يناير..وكان هناك حظر تجول..والجميع خائف من مغادرة منزله..وكانت في تلك الليلة أجمل من أي يوم مضي..أما بقية الزملاء فكانوا مرزوعين أمام التلفاز في الدور الخامس في انتظار خطبة السيد الرئيس(الخطبة التي بكي لها نصف الشعب المصري بصدق..حين قال الرجل بأنه لن يموت إلا علي تراب هذا الوطن..الذي شارك في أكثر من حرب دفاعا عنه..)..بتناكة واستعلاء قلت
- نجوي ..أنت المسئولة عن العمليات النهاردة
- أيوة..يادكتور صلاح..عايز حاجة..
- لا دكتور صلاح ولا زفت..العمليات مفتوحة ياهانم..والقطط عمالة ترمح فيها..
فكرت للحظة ثم قالت معتذرة
- أنا آسفة يادكتور..أنا كنت باجيب حاجة ونسيت أقفلها
أنا الذي فتحت العمليات ..وكما هو متوقع..ذهبت إلي هناك..ذهبت خلفها..دخلت لتطرد القطط..دخلت ودفعت الباب خلفي بقوة..ومازال وجهي يرتدي قناع الاستياء..هي الآن في غرفة الملابس..غرفة في اتساع حمام بلدي قديم..تبادلنا نظرة خاطفة..وهذه المرة كانت نظرتها مختلفة..فيها فهم..وفيها رغبة..وفيها خوف..
انقضضت عليها كاتما فمها..وظللت أقبل في خدودها..ورقبتها..وشعرها الحريري (بعدما سقط الإيشارب عنه)..وبعد مقاومة واهنة..وضعيفة..استسلمت..وبادلتني القبلات بشراسة غير متوقعة..وفي غمضة عين كانت نقطة دم تسيل علي فخذيها..
ولم يكن لدينا وقت لكي نفكر..والتوقف كان مستحيلا..ذئبان ينهشان في بعضهما البعض..وارتعاش..وتوتر..وفوران..ولهاث..وصرخات مكتومة..ثم هدوء..وتتكرر الدورة السابقة بوحشية أقل..ثم بكاء..أخذت تبكي..ولا تعرف هل هو بكاء فرح..أم بكاء حزن..أم بكاء ندم..كان بكاء جامعا مانعا..احتوي كل ما في نفس أي إنسان من مشاعر..وانفعالات..وكانت كلها صادقة..وتغيرت نجوي بعد تلك الليلة تغيرا جذريا..
أسبوع كامل وهي مخطوفة..وصامتة..ومنطوية علي نفسها..وتتهرب من نظراتي..
في الأسبوع التالي أشرق وجهها..والتمعت عيناها بالذكاء والفرح..وفوجئت بها تتصل بي وتكلمني بانطلاق ومرح..وتتكلم معي في كل شيء إلا فيما حدث..وأحسست أنها بدأت تعاملني معاملة امرأة لزوجها..أحبتني بجنون..وأنا بالتأكيد لاأستحق ذلك..أنا أعرف نفسي..ولمسني ما تملكه تلك البنت من مشاعر نبيلة فعلا..وندمت علي ماكان مني..ثم قلت لنفسي ولم الندم؟..كانت قبلي مجرد جسد جميل..وبفضلي أصبحت أنثي ذكية وقوية..وقادرة أن تختارطريق الاحترام بإرادة ووعي..وبمنتهي العقل عرفت أن ارتباطي بها مستحيل..وعن طريق طبيب نسا زميل في مستشفي جامعي..قام بعمل عملية لها..وأصبحت صاغا سليما مرة أخري..واليوم هو موعد خطبتها علي مراجع الحسابات في المستشفي..ألف مبروك يانوجة..وربنا يتمم بخير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق